تخيل هذا: أنت تتجول على طول كورنيش جدة، والنوافذ مفتوحة، والموسيقى تدوي، وفجأة تبدأ الرمال في الدوران مثل شيطان الغبار. وهي ليست خرافة؛ وهذا يضع المستقبل تحت رحمة تغير المناخ. لكن توقف. قبل أن ترتدي ثوبك أو عباءتك وتتوجه إلى التلال، دعنا نتحدث عن الثورة: اللون الأخضر، على الطراز السعودي.
هل تذكرون عندما وصف الجميع حماية البيئة بأنها نوع من الهراء الهبي؟ نعم، لقد انتهت تلك الأيام مثل ميلي فانيلي. ننسى الكراميل لاتيه. المنظمات تقلل من الاستدامة. يبدو أن Kool-Aid قد أصبح عتيق الطراز. لماذا؟ لأن كونك صديقًا للبيئة ليس مجرد اتجاه نامبي بامبي؛ يتعلق الأمر بالبقاء على قيد الحياة (هل تذكرون العاصفة الرملية التي ضربت شبه الجزيرة العربية في أواخر أبريل 2018؟).
فكر في الأمر وكأنه مجلس: الجميع يجلسون، يحتسون الشاي، ويتقاسمون هدفًا مشتركًا. هذه المرة، المهمة هي إنقاذ الكوكب، والشركات هي التي تقود هذه المهمة. فمن خلال التخلص من مخلفات النخيل البلاستيكية، وطهي الطاقة المتجددة على أنغام المغني السعودي ربيع صقر، فإنهم يبنون مدنًا ذكية تجعل دبي تبدو وكأنها صندوق رمل.
بالطبع، قد يسمي البعض هذا الغسل الأخضر، وهو مصطلح فاخر يعني “طلاء مجموعة الـ 65 الخاصة بك باللون الأخضر وأن تكون صديقًا للبيئة”. ولكننا نحن السعوديين نعرف أن هذا صحيح عندما نراه. هل تتذكرون عندما أعلنت شركة أكوا باور أنها ستقوم ببناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم؟ لم تكن حيلة علاقات عامة. “نحن جادون بشأن ضوء الشمس، وليس أبخرة الوقود الأحفوري.”
ولكن هذا ليس عملا معزولا. وتنتشر عدوى النار الخضراء مثل القيل والقال في التجمعات النسائية. لنأخذ على سبيل المثال شركة البتروكيماويات سابك. إنهم لا يتخلصون من البلاستيك فحسب؛ إنهم يحولونه إلى ذهب معاد تدويره – في الواقع، يصنعون منتجات جديدة من البلاستيك القديم، ويغلقون الحلقة مثل خيمة جدي الأكبر. وتخيل ماذا؟ شركاؤهم يحبون ذلك؛ أرباحهم أكثر خضرة من واحة بعد المطر.
إن تأثير الاستدامة المضاعف لا يقتصر على البالغين فقط. تخيل تحويل نفايات مطعم الشاورما في منطقتك إلى سماد وتحويلها إلى حديقة أعشاب مؤقتة على السطح. أو تقوم شركة التكنولوجيا المفضلة لديك بإنشاء تطبيقات تتتبع بصمتك الكربونية وتدفعك نحو خيارات صديقة للبيئة. كل خطوة صغيرة تعتبر مثل حبات الرمل في الصحراء.
وبطبيعة الحال، فإن الطريق إلى المجد الأخضر ليس معبداً بالحلويات والبقلاوة. هناك طرق التفافية: تكاليف قصيرة المدى، وتقاليد عنيدة، وقياس التأثير مثل عد حبات الأرز في الكبسة. ولكن هذا هو الأمر: عندما تصبح الشمس حارة، نحن سعوديون. لقد بنينا مدنًا على الرمال، وعبرنا البحار، وحولنا الأراضي البور إلى أراضٍ زراعية. يمكننا التغلب على هذا التحدي الأخضر أيضًا.
صدق أو لا تصدق، تبدأ العديد من الشركات الخضراء رحلة الاستدامة ليس بعلامات الدولار في أعينها، ولكن برغبة ملحة في فعل الخير. هل تذكر؟ تخلت إحدى سلسلة المقاهي المحلية عن الأكواب البلاستيكية واستبدلتها بالأكواب القابلة لإعادة الاستخدام، مدفوعة برؤية المؤسس لمستقبل خالٍ من البلاستيك. وبطبيعة الحال، لم تكن هذه خطوة رخيصة، ولكن الابتسامات المخلصة للعملاء المهتمين بالبيئة والرائحة اللطيفة للقهوة الطازجة كانت مكافأة لهم.
ولكن هنا هو تطور القصة. وبينما تبنت هذه الشركات الاستدامة بأذرع مفتوحة، عثرت على كنز مخفي: الربح. وكما تبين، فإن التحول إلى اللون الأخضر يعد أمرًا جيدًا أيضًا بالنسبة للأخضر الموجود في محفظتك.
وتأثير التموج لا يتوقف عند هذا الحد. عندما يرى المستهلكون علاماتهم التجارية المفضلة تتخذ موقفًا لصالح الكوكب، يتغير تصورهم. فجأة، أصبح كوب القهوة القابل لإعادة الاستخدام هذا ليس مجرد إكسسوار غريب، ولكنه أيضًا وسام شرف؛ رمز الانتماء إلى جيل الرعاية. هذا التحول في عقلية المستهلك يمهد الطريق لتحركات أكثر جرأة. وتكتسب الشركات الثقة في الضغط من أجل فرض قواعد تنظيمية بيئية أكثر صرامة، مع العلم أن عملائها سوف يساندونهم.
لذا، في المرة القادمة التي ترى فيها شركة سعودية تتجه نحو البيئة الخضراء، تذكر أن الأمر لا يتعلق فقط بإنقاذ الكوكب؛ إعادة تعريف ما يعنيه القيام بالأعمال التجارية. إثبات أن العاطفة والربح يمكن أن يكونا حلفاء وليس أعداء لدودين. و من يعلم؟ وربما ذات يوم ستشتهر السعودية ليس فقط بنفطها، بل أيضا بذهبها الأخضر.
لذا، دعونا نقف وراء هؤلاء العمالقة الخضر السعوديين. استثمر في مبادراتهم الصديقة للبيئة، وانشر الكلمة كالنار في الهشيم وحمّلهم المسؤولية عندما يتعثرون. لا يتعلق الأمر فقط بإنقاذ الأرض؛ يتعلق الأمر بالإظهار للعالم أن السعوديين يمكن أن يكونوا روادًا، وليس فقط تجار النفط. معًا، يمكننا تحويل تلك العواصف الرملية إلى قلاع رملية وخلق مستقبل مشرق مثل شمس منتصف النهار.
تذكروا أيها الفتيان والفتيات، لدينا خيار: الانضمام إلى الموجة الخضراء أو الموت في الرمال. دعونا نجعل المملكة العربية السعودية مكانًا للاستدامة، موضع حسد كل ناشط بيئي على هذا الكوكب. الآن، أظهر للعالم كيف تبدو المملكة العربية السعودية الخضراء وانشر الحب الأخضر!
• عبدالله س. النهاري هو المدير العام لتطوير الأعمال لشركة مرموقة تقدم حلولاً تسويقية. باعتباره خبيرًا في مجاله، فهو يقود مبادرات التطوير الاستراتيجي بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية الرقمية أولاً. تتمثل العناصر الأساسية لجهوده للتميز في الصناعة في وعيه متعدد القطاعات ورؤيته الرقمية الإستراتيجية ومجموعة خبرته في الصناعة.
“إدمان الإنترنت في المحطات. خبير بيرة حائز على جوائز. خبير سفر. محلل عام.”